يترقبُ ما يزيد عن 1.7 مليار مسلم حول العالم رؤية هلال شهر رمضان الكريم كل عام. يحظى شهر رمضان أو شهر الصوم بقدسية ومكانة خاصة في قلوب المسلمين. فهو فرصة للتأمل وترويض الذات وتقوية الصِّلة بينهم وبين الله سبحانه وتعالى من خلال أداء الفرائض والسُنن، الروحية منها والبدنية، وأهمها الامتناع عن الأكل وشرب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. (أي ما يعادل 14-15 ساعة) يعتمد جسم الصائم في شهر رمضان على الكربوهيدرات والدهون المخزنة لإنتاج الطاقة. لهذا السبب يتزايدُ البحث عن الطرق والوسائل للتخلص من الجوع والعطش والإرهاق خلال فترة الصوم. كما يزيد الوعي بشأن أنواع الأكل الذي يجب استهلاكه أو اجتنابه. أثبتت الدراسات أنه من أجل تلبية كمية الطاقة والعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، يجب استهلاك 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميًا، وكذلك اتباع نظام غذائي يعتمد على الأطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض (Low Glycemic Index Foods) التي من بينها العسل الصافي الطبيعي.

كيف يفيد العسل في رمضان؟

تختلفُ مائدة شهر رمضان مع اختلاف عادات وتقاليد كل بلد، ويتفنن كل بيت في تنويع الأطباق والمشروبات. لكن، قد يستغلُ بعض الصائمين هذه المناسبة للاستمتاع بالحلويات الشعبية التقليدية، مثل اللقيمات والجاليبي المغموسة في شراب السكر الذي يمكن دائمًا استبداله بالعسل العضوي النقي. يُصنف العسل من بين الأطعمة ذات مؤشر جلايسيمي منخفض. فهو يتميزُ ببطء هضمه وقوة امتصاصه نظراً لتركيبته التي تتكون من الجلوكوز والفركتوز (60-85٪) والماء (14-22٪) والمعادن والبروتينات والإنزيمات والأحماض الأمينية الحرة والأحماض العضوية والفيتامينات [1]، مما يساعدُ على الشعور بالامتلاء وجعل رحلة الصيام أقل إرهاقاً. يجدر الذكر بأن للعسل العضوي الطبيعي مكانة خاصة في الإسلام، فقد خصص هذا الدين السماوي قبل 1400 عام سورة كاملة لتسليط الضوء على دور النحل وقيمة ما يُنتج. يقول الله سبحانه وتعالى في الآية 69 من سورة النحل: ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. ويُعتبر هذا الشراب الحلو من الأطعمة الكثيرة التي وعد الله عباده في الجنة. فيقول الله عز وجل في سورة محمد الآية 15: مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ